القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة يوسف عليه السلام الجزء الثاني من السجن إلى القصر


فصل جديد من الابتلاء لسيدنا يوسف عليه السلام فما لبث أن تخلص من محنة النساء وزوج العزيز حتى دخل في محنة السجن وفي السجن يتحول يوسف إلى داعية لدين الله يدعو المسجونين إلى توحيد الله وعدم عبادة آلهة معه وكان يسوق لهم الأمثلة والدلا\ل على وحدانية الله فأحبه الكثير ورأوا فيه سيم الصالحين فرأي اثنان من المساجين  رؤيا ولم يجدا من يعبر لهما الرؤيا غير هذا الرجل وطمأنهما يوسف بأنه سيأول لهما  الرؤيا ولكن قبل ذلك لم ينس دعوتهما للتوحيد وأن ما فيه من علم هو من عند الله ثم أخبرهما أن أحدهما سينجو ويصير ساقيا للملك وأما الثاني فسوف يقتل ويصلب
( ويقال أنهماكانا مسجونين في مؤامرة لتسميم الملك )  ثم قال للذي توسم نجاته : إذا نجوت فاذكر قصتي عند الملك حتى يخرجني من السجن .

وهنا أراد الله تعالى أن يعلم يوسف درسا جديدا وهو ألا يلجأ إلا إلى ربه الذي نجاه من إخوته ومن البئر ومن النسوة فنسي الرجل ذكر يوسف عند الملك ومكث يوسف في السجن بضع سنين وكانت سني دعوة وعلم رباني وتخليص لنفس يوسف من التعلق إلا برب السماوات والأرض .
وبعد فترة رأى الملك رؤيا وهي أنه رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات ولما طلب ممن حوله تفسير الرؤيا عجزوا عن تفسيرها وقالوا هذه اجزاء من أحلام وليست رؤيا كاملة فنفسرها وهنا تذكر الساقي يوسف عليه السلام وقال للملك أعرف رجلا يفسر لك هذا الحلم فأرسلني إليه .
ويقص الساقي الرؤيا على سيدنا يوسف فيفسرها له ويعطيه كذلك العلاج الناجع لما سيحدث فقد فسر الرؤيا بأن مصر سيمر عيها سبع سنين يفيض فيها الخير ثم يعقبها سبع عجاف يقل الماء وتشح الموارد ويصيب الناس الجوع ثم يعقب السنوات العجاف عام يفيض فيه الخير ويزداد ويعصر الناس الأعناب ثم أعطى العلاج حتى لا تنتشر المجاعة بأن يدخر الناس من السبع سنوات المملوءة بالخير ويحتفظوا بالحبوب في سنابلها إلا ما يأكلون منه وحتى إذا جاءت السنوات العجاف وجد الناس ما يأكلونه ويطعمون به أهليهم وحيواناتهم فلما رجع الساقي بالتفسير إلى الملك أعجب بهذا التفسير وبصاحبه وطلب من حاشيته أن يذهب أحدهم ويخرجه ليعطيه منصبا في دولته فمثل هذا الرجل ليس مكانه السجن وعندما ذهب إليه الساقي أو المسؤول رفض الخروج حتى تثبت براءته من تهم النسوة اللاتي تسببن في سجنه وبالفعل استدعى الملك النسوة وهنا ظهر الحق وقالت النسوة لم نر منه سوءا وهنا نطقت امرأة العزيز بالحق وقالت أنا راودته عن نفسه وأنا المخطئة وكانت حريصة على أن تظهر براءته وأن يبلغه هذا الأمر وأنها لم تخنه بالغيب وما فعلته كان من نفسها الأمارة بالسوء
وهنا خرج يوسف بأمر الله من السجن إلى القصر حتى ولاه الملك وأراد الملك ان يجعله مستشاره الخاص ولكن يوسف يعرف قدرات نفسه فطلب الأمر الذي يستطيع ان يقوم بأعبائه فطلب من الملك أن يكون مسؤولا عن الأموال والزراعة وإطعام الناس وهذا عمل شاق بل لن يحسنه أحد إلا رجل ذو شرف ونزاهة وهذا ما ميز يوسف نبي الله فيروى أن الملك قال له : لو جمعت أهل مصر لهذا المر لما أطاقوا ولما كانوا أمناء  وبهذا تولى يوسف خزائن مصر ومكن له الله تعالى في الأرض كماوعده
ولك أن تقارن بين حال يوسف في بداية سجنه عندما قال لسجين اذكرني عند ربك
وفي نهاية السجن عندما رفض الخروج إلا بعد أنتثبت براءته
وهذا يدل أن المحنة انقلبت منحة وأن الله اخلص نفس يوسف من التعلق بالأسباب إلى التعلق بمسبب الأسباب
وهنا يبدأ فصل جديد من حياة يوسف
فصل التمكين ورؤية إخوته وتحقيق رؤياه التي قصها على أبيه وهو صغير
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات